مجلة البحيره و الأقاليم

عدد رقم ( 196 )

العصمه والضمان

الحمد لله خالق كل شىء وعالم به وقادر عليه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله صلاة وسلاماً يليقان بمقامه الشريف وبعد فإن الله تعالى هو الذى يملك القدره والحق فى تفضيل عباده بعضهم على بعض ولقد فضل بعض الرسل على بعض وفضل بعض الأنبياء على بعض وفضل أولياؤه على مادون ذلك من خلقه وخلق الأنبياء معصومين منذ ولادتهم والعصمه هى الضمان الفطرى من الوقوع فى المحظورات فإذا وقع من أحدهم ما يشبه الخطأ من غيرهم فإنه غير محسوب عليهم ولدينا مثال عندما قام سيدنا يوسف بوضع السقايه فى رحل أخيه ثم أذن مؤذن أن يعلن على الملأ " أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" ثم أخذ يفتش فى أمتعة القوم وبدأ بأوعية إخوته قبل وعاء أخيه بنيامين ثم إستخرجها " أى السقايه من رحل أخيه وهذا بالقياس العقلى المعتاد يمثل ما يطعن فى عصمة سيدنا يوسف " وحاشاه " غير أن الله سبحانه وتعالى قال إن يوسف لم يخطىء فلو رأيتم أن ذلك خطأ فإنسبوه إلى ربكـــــم " حاشا لله " لأن الله أمره بذلك وهذا يتضح من قوله تعالى . " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ " وقد شاء الله ما فعله يوسف وكان ما تعرض له بنيامين من أذى نفسى وتشهير به بين جموع الزوار كان ذلك مهراً لرفعة درجته إذ بقول الله تعالى فى عقب الآيه " نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " هذا فيما يتعلق بالأنبياء أما الأولياء فلهم أيضاً ضمان وهو الحفظ من الخطأ .

"  فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " وأولياؤه أولى بحفظه غير إن الفارق بين عصمة الله للأنبياء وضمان الله للأولياء الفرق واضح فالأنبياء عصمتهم ضمان فطرى والأولياء ضمانهم عصمه مكتسبه قد لا يولدون بها كالأنبياء فعصمة الأنبياء كالمعدن الذى لا يصدأ وغير قابل للصدأ وضمان الأولياء كالمعدن الذى كان قابلاً للصدأ وثم حفظه الله من ذلك بالطلاء أو الجلفنه حتى أصبح لا يصدأ .

عزيزى القارىء هذا مافتح الله به علينا به وقد يفتح الله عليك بما هو أكثر "  وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

المحرر