جريدة البحيره و الأقاليم

عدد رقم ( 114 )

اللهم اجعله خيراً

هل الآثار أصناماً أو أوثاناً أم ماذا ؟

عندما فتح الله على المسلمين مصر ، وفتح الله على مصر بركات من السماء والأرض بإيمان أهلها بالله وبرسوله ذلك فى زمن الخليفة العادل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان ذلك على يد سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه الذى قال عنه الرسول الكريم " أسلم الناس وآمن عمرو" وافق ذلك اليوم ليلة العيد فإ ستراح الجيش بأمر القائد ولما طال الوقت المخصص للإستراحة سأل الصحابة قائدهم عمرو بن العاص فقال هذا المساء عيد فسميت هذه البقعة المباركة من سيناء بالمساعيد وهى معروفة الأن بهذا الاسم ثم فتحت بإذن الله مصر ودخلها الصحابة وهذا معروف للكافة والمعلوم أيضا أن الصحابة أنما جاءوا لمصر لنشر العقيدة الصحيحة وتبصير الناس بأن المعبود هو الله بمعنى أنه سبحانه المقصود بالعبادة لما عنده 00 وما عنده ليس مستمداً من غيره " سبحانه " ولكنه ذاتى ، ولكن الغريب العجيب اللافت للإنتباه أن الصحابة وجدوا فى مصر الكثير من الآثار الفرعونية والرومانية وغيرها وهى ذات  أشكال متعددة على هيئة الإنسان والحيوان والطير وغير ذلك ، بل ومصنوعة من الأحجار فى معظمها ومن المعادن  إنتهاء بالأ حجار الكريمه ‍‍ غير أنهم رضوان الله عليهم لم يحطموها أو يكسروها أو يشوهوها فما هو السبب ؟  أليست هى أصناماً أو أوثاناً ؟   هل لأنها كانت فى سراديب ومخابئ غير ظاهرة بعيدة عن متناول أيديهم؟ طبعاً 00 لا000 ، هل لأنهم كانوا فى مصر مستضعفين ؟ كلا000 فقد كانوا هم الحكام أهل الأمر والنهى يأمرون فيطاعون 0 هل لآنها كانت صعبة الكسرمستحيلة على قدراتهم ؟ مرة أخرى 00 كلا00 فهى لا تزال موجودة فى أماكنها لم تستخرج من مخابئ وتحطيمها أو  إغراقها فى البحر أو نسفها فى اليم فى غاية السهولة واليسر ‍‍‍‍فما هو السبب إذن ؟  ‍الإجابة : أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علم أصحابه صحيح التوحيد الذى جعلهم يفرقون بين التمثال والصنم والوثن فالوثنية لاهى فى الحجر ولا فى الشجر ولاوجود لها إلا فى قلوب البشر 0

فالتمثال فى حد ذاته لا شئ فيه لأن الجن كانوا  يصنعون  لسيدنا سليمان عليه السلام " وهو نبى ورسول وخليفة وملك" ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان 00"الآية" فإذا جاءت طائفة وعبدت هذه التماثيل بدعوى أنها تقربهم الى الله زلفى فإنها تصبح  أصناما ويجب  نسفها كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام أما إذا قامت طائفة أخرى بعبادة تلك التماثيل لذواتها فإنها فى هذه الحالة تسمى أوثانا ويجب أيضاً تحطيمها كما فعل ذلك أيضا سيدنا إبراهيم علية السلام وأما إذا لم تعبد فلا شئ فيها ولا يجب تكسيرها وهذه رمزية لما تركه سيدنا  إبراهيم  أيضا وبناء على هذا المفهوم " إذا صح" فإن الصحابة عندما دخلوا مصر آمنين مؤمنين أهلها من الترويع لم يجدوا مصريا حتى من أهل الكتاب يعبد  هذه التماثيل "الآثار" لا بدعوى عبادتها كآلهة قائمة بذاتها تملك لهم ضراً أو نفعا فتكون أوثاناً يجب تكسيرها وسحقها وحرقها والخلاص منها بأى بشكل ولما كان هذا هو المفهوم السائد فى مصر الذى يناسب عقيدة التوحيد فقد علم الصحابة أنها رمز لحضارة وتدوين لتاريخ عظيم عندئذ تركوها بل وقاموا بحراستها والمحافظة عليها بدليل أنها لازالت باقية بقاء مصر التى هى بإذن الله باقية عالية شامخة بإيمانها ورجالها وحضارتها مادامت السماوات والأرض هؤلاء هم الصفوه الذين رباهم الرسول الكريم الذى قال " لا أخاف عليكم الشرك من بعدى" ولعلمهم قول الله تعالى " وما كان الله ليضيع إيمانكم" حفظ الله مصر وحفظ قائدها الذى ألهمه الله تعالى كيف يحافظ على أبناء مصر وحضارة مصر وتاريخ مصر رغم كل الظروف ومد الله فى عمره ورزقة الصحة والعافية وبطانة الخير إنه  سبحانه سميع قريب مجيب 0